12:12

عفواً، فإني مَيَّتٌ يا أيُّها الموتى
!وناجي آخر الأحياءِ

ناجي العليُّ لقد نجوتَ بقدرةٍ من عارنا،
وعلَوتَ للعلياءِ

إصعدْ، فموطنك السّماءُ
وخلِّنا في الأرضِ، إن الأرضِ للجبناءِ

يومًا ما
سَنكون في مكاننا الصَحيح
مُطمئنين، آمنين بجوار مَن نُحب
نفعل الأشياء خاصتنا سويًا بحُب
نتشارك الضحكات، الحكايات
و كُل الأشياء معًا .

رأيتُ بحلميَ أنّا التقينا
مُصادقةً جَميله في الزّحامْ
حديثُ قصير جرى بيننا
سؤال عنِ الحالِ ثم ّ سلامْ
وأمّا العيونُ فقالت كثيراً
وأزْهرَ قلبي لوقع الكلامْ
فليت اللقاء يكونُ يقينًا
وليت الفراق حديثُ المنامْ…

__

ما دُمتُم لا تأتونَ لماذا الدَّربُ ؟
لماذا مَطرَقةُ البابِ ؟
لماذا أنظُرُ في شَقّ الدهرِ ،
إلىٰ أزمنَةٍ لم تتكوّن بَعدُ ؟

مظفر النواب

__

"عاهدتنِي ألا تميل عن الهوى،
ووعدتني يا غُصن ألا تنثني..
هبّ النسيم ومال غصنك مثله
أين الزمان وأين ما عاهدتني.؟
جاد الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلًا بالوصل أنت قتلتني..
واصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني
ولأقعدنَّ على الطريق وأشتكي
فأقول مظلوم وأنت ظلمتني.
ولأدعينَّ عليك في جنح الدجى
فعساك تُبلى مثل ما أبليتني."

_

حَسبالي يسوى العَتَب
ثاري العَتَب مرفوع

تُسافِر بعيدًا..
إلى اللاشيء، تُفكِر
تموت، تحيا ، تَحزن
وتبتسم..
إضطرابات لا تتوقف
نَدم، إدراك
كُل تلكَ المَشاعر
التي جعلتك تُسافر بعيدًا
بينَ ماضٍ إنتهى
ومُستقبلٍ لَم يأتي
وأنتَ لا تزال
على سريرك

في أوقاتٍ ما، تبدو حياتي لا شيء
سوى سلسلة من النّدم،
من الخيارات الخاطئة،
من الأغلاط المتعذّرة الإلغاء

__

في غهيَبِ السَوادِ
وعَن شَوقُ الثالِثةِ فَجراً
حيثُ كُل ماهوَ غريبُ مؤلِم
كالشَدقِ مَثلاً أو ضرباتُ الوريد "أخبِرني !"
أينَ يُمِكِنُني أن أصـُبَ مدامعَ الروحِ.؟
وماذا جَرى لمواثِيقٍ عاهدناها
في النهارِ الُمنورِ ليالِ السَدم
أم أنها صُدِرت بٍلحظاتِ
السحرِ كقصائِدٍ مُغناة
في لحظةِ
أسارير الوجِة…؟

_

فليحدث شيء أي شيء ، يعيدنا إلى أنفسنا.